Premiers Pas d'élaboration de projet associatif الخطوات الأولى لإعداد المشاريع الجمعوية

         أصبح لزاما على الجمعيات أن تعد مشاريع لأجرأة برامجها الاستراتيجية ، و بالتالي تحقيق أهدافها و ترجمة رسالتها على أرض الواقع. و لهذا الغرض، و انطلاقا من التجارب الجمعوية فإن اتباع منهجية واضحة في إعداد المشاريع، تسهل العمل أثناء صياغة بطاقات المشاريع، و تقوي فرص تعبئة الشراكات اللازمة لتمويلها. بطبيعة الحال فإن هناك عمليات سابقة عن البدء في إعداد المشاريع، هذه العمليات هي ما يطلق عليه ب"مرحلة التحليل"، و التي تتم بدءا بتشخيص للوضعية باعتماد أدوات تختلف من مقاربة لأخرى، و من سياق لآخر. بحيث مثلا يصعب أو يستحيل تطبيق أدوات المقاربة التشاركية في الأوساط الحضرية.

         و رغم هذه الاختلافات فيمكن اتباع المراحل التالية لإعداد المشاريع:

1-  تحديد الإشكالية: التي سيعمل المشروع على معالجتها، و هي باختصار جواب عن سؤال مركزي هو: لماذا؟ أي ما هي الوضعية السلبية التي يفترض معالجتها؟ و ما هي أسبابها و مسبباتها؟ و ما هي تأثيراتها و تمظهراتها؟ و من هي الفئة المتضررة؟ و من المسؤول عن هذه الوضعية؟ كل هذا يفرض تقديم إجابات واضحة، و صياغتها بشكل لا يفتح المجال للتأويل. كما يجب معرفة ما إذا كانت هناك محاولات أو مشاريع لمعالجة هذه الإشكالية، و معرفة سبب/أسباب عدم نجاحها، و من قام بها و متى و كيف و بكم. و يجب أيضا تجميع كل المعطيات المرتبطة بالإشكالية (محلية/جهوية/وطنية/دولية) للإحاطة بالإشكالية من جميع أبعادها، و معرفة جميع التدخلات التي تمت من أجل معالجتها في سياقات مختلفة.

2-  تحديد الهدف المراد تحقيقه: يشكل الهدف بكل بساطة التغيير المنشود الذي يحسن وضعية الانطلاق، و الذي يجب أن يكون دقيقا، واضحا و ممكن التحقق و قابلا للقياس بعد تنفيذ المشروع. بحيث أنه سيشكل الأثر المباشر لمجموع أنشطة المشروع بعد سنة أو ثلاث على انتهائه. فالأهداف العامة للمشاريع لا يمكن قياس مدى تحققها إلا بعد فترة من الزمن. و يجب كذلك التحقق من مدى توافق و تكامل و تناغم الهدف العام مع الأهداف و الغايات الاستراتيجية للجمعية و مع رسالتها. و في حالة عدم التوافق، و إذا كان هذا الهدف حيوي، وجب بالضرورة تحيين المخطط الاستراتيجي للجمعية.

3-  البحث عن الشراكات: عندما يكون الهدف واضحا لدى الجمعية، آنذاك عليها أن تبحث عن شريك يتقاسم معها نفس الهدف. إذ أن الملاحظ هو أن هناك بعض الجمعيات التي تعمل على أجرأة أهداف الشركاء دون وعي منها بالتغيرات التي يستهدف هؤلاء الشركاء إحداثها على المدى البعيد سواء على النسيج الاجتماعي، أو على مستوى البنية الثقافية أو البنية و العلاقات الاقتصادية. و هكذا تتحول الجمعية إلى أداة "رخيصة" لتنفيذ برامج و مخططات الآخرين.

4-  التخطيط للمشروع: أي تحديد الهدف العام للمشروع، و تفرعاته، و كذلك النتائج التي سيحققها و التي يسهل قياسها بواسطة مؤشرات واضحة رقمية و نوعية، و كذلك الأنشطة المبرمجة، مع تحديد دقيق لجدولة الإنجاز و طرق و آليات و أدوات التتبع و التقييم، و الموارد البشرية الضرورية (متطوعون و أجراء) و الموارد المالية و المادية اللازمة. كما يتعين التفكير مليا في سبل و كيفية ضمان ديمومة المشروع بعد نهاية التمويل.

و سنعمل لاحقا على تفصيل منهجية التخطيط بواسطة الأهداف باعتبارها الأكثر شيوعا