mardi 11 février 2014

Approche d animation des clubs de citoyenneté 1- مقاربة التنشيط و مراحلها و تقنياتها

منهجية و تقنيات تنشيط أندية التربية على المواطنة و حقوق الإنسان -3-

1-    مقاربة التنشيط و مراحلها و تقنياتها
أ‌-       يتم اعتماد المقاربة التجريبية في التنشيط، التي  تعني  التعلم انطلاقا من التجربة، وتسعى إلى تحقيق هذا التعلم من خلال التركيز على المكوَّن و جعله مشاركا في تحمل المسؤولية و مساهما في اتخاذ القرارات القابلة للتنفيذ في وضعيات ملموسة .

قراءة هذا التعريف تحيلنا على المفاهيم الأساسية التالية:
1– التجربة: بمعنى الخبرة التي راكمها الإنسان عبر مسار حياته ، حيث تغدو هذه الخبرة في حد ذاتها قاعدة و منطلقا أساسيا للتعلم ، عندما يتعلق الأمر باستحضار التجربة في مجالات الكرامة و المساواة والحرية فإن المكون كثيرا ما يجد نفسه أمام إمكانيات الذات و الوضع الخارجي و تفاعل أبعادهما و حول واقع هذه الأبعاد الحقوقية و علاقته بها من خلال مسار حياته .بمعنى أن توظيف التجربة في هذا المجال بقدر ما يعتبر مناسبة للتعبير عن الرأي و الخبرات في ميدان الكرامة و المساواة و الحرية بقدر ما يستطيع الإسهام في بناء رؤى و استراتيجيات عملية لتفعيل هذه الحقوق و الدفاع عنها .
2 – المسؤولية: باعتبارها ليست فقط ذات طابع مؤسسي أو رسمي بل باعتبارها أساسا التزاما أخلاقيا يقتضيه الفعل الاجتماعي و شرط التفاعل الإنساني .فبقدر ما يعتبر المكون نفسه مسئولا في إطار عملية التكوين بقدر ما يجد نفسه مسئولا أمام قضايا الكرامة ، المساواة ، والحرية .
3 – اتخاذ القرارات:  لقد دأبنا على اعتبار أن عملية اتخاذ القرارات من مهام طرف دون الآخر ، خاصة عندما يكون هذا الطرف صاحب نفوذ معين ، ومن مهام الطرف الآخر الانصياع و الطاعة ويعمل التصور البيداغوجي التقليدي سواء بكيفية واعية أو غير واعية ، على تعميق و تكريس هذا الفهم كما لو أنه معطى علمي حقيقي أو فعل اجتماعي مشروع في حين نجد الأمر عكس ذلك .
فالمقاربة التجريبية تؤمن بأن المكون أيضا فاعل أساسي ليس فقط في البناء بل أيضا في اتخاذ القرارات للتأثير على مجريات الحياة الاجتماعية . عندما نجد أنفسنا أمام مفاهيم حقوقية من قبيل الكرامة و الحرية والمساواة ، فإن المسألة لا تتعلق فقط بالإدراك المعرفي و العقلي لها ، بل كذلك باتخاذ قرارات تجاهها .
4 – الوضعيات الملموسة:  إضافة إلى ما تقدم ، تهتم هذه المقاربة بضرورة ربط التأمل الفكري بالتطبيق  و الممارسة اليومية و ذلك في علاقة جدلية ، فالنظرية أو المعرفة التي لا تنتهي إلى الفعل أو إلى تغييرات في السلوك تبقى مجرد معرفة أو نظرية جوفاء ، أي أن مفاهيم الكرامة و المساواة والحرية لا تأخذ بعدها الثقافي و العلمي إلا بعد أن تتجلى وتتمظهر في العلاقات الاجتماعية ، فما نشكو منه اليوم هو كيف يمكن تحويل ثقافة حقوق الإنسان من مجرد كونها أفكارا إلى ممارسة ميدانية ملموسة .
 5 – تركيز التعليم على المكوَّن: أي قلب المعادلة الكلاسيكية التي تقوم على المكوِّن باعتباره ممثل للسلطة المعرفية و المالك للحقيقة ، مما يسمح له بتبرير التسلط و الهيمنة على أنهما آليات مشروعة لتشكيل شخصية المكون على شاكلة و مزاج المهيمن أو المنشط إلى معادلة يعدو فيها المستهدف من التكوين شخصية و كيانا قائم الذات يستحق الاعتراف و التقدير ، وقادرا على البناء و الإبداع ، وفي نفس الوقت اعتبار التفاعل الواعي بين طرفي المعادلة أساسيا في إنتاج الحقائق المعرفية و استراتيجيات الفعل.
  ب - المراحل
1)   التجربة
           تمثل المرحلة الأولى التي تمدنا بمختلف المعطيات حول التعلم التجريبي، إذ يكون المكون في وضعية القيام بإنجاز مهام معينة من خلال دراسة الحالة ، لعب الأدوار – اللعب – مشاهدة شريط – أعمال تطبيقية – ملء استمارة حول موضوع معين...
2)    التأمل
تتأسس هذه المرحلة حول القضايا و الأنشطة التي كانت موضوع المرحلة الأولى " التجربة " حيث يطالب المكون بالتأمل و إعمال فكره حول تلك الأنشطة بواسطة تبادل الآراء و التوافق . إما بكيفية فردية أو عن طريق المجموعات الصغيرة أو عن طريق المجموعة الكبرى ، أي جميع الأفراد المستهدفين من التكوين . وتنتهي هذه المرحلة بتسجيل الدلالات و المعاني التي يمكن إعطاؤها لمختلف أنشطة التجربة .
3 – التعميم : يعمل المكونون  في هذه المرحلة على بسط النتائج المتوصل إليها في المرحلة الثانية على وضعيات ملحوظة أو بناء خطاطات نظرية معينة ، بمعنى آخر يدور النقاش في مرحلة التعميم حول المجالات و القضايا التي يمكن أن تكون موضوعا للتأمل
4 – التطبيق
بمثابة تتويج لأعمال للمراحل السابقة ، حيث ينتهي المكونون إلى بناء خطاطات أو مشاريع عمل يمكن تفعيلها في المستقبل سواء في مجالات عملهم اليومي أو في حياتهم اليومية بشكل عام . وتعتبر هذه المرحلة أيضا مناسبة لتقويم درجة استيعاب و تحقيق أهداف الورشة عامة .
5-الإيحاءات
إذا اعتمدنا هذه المقاربة في مناسبات تكوينية مختلفة يمكننا أن نستخلص النتائج التالية:
·         تثمين المكونين لهذه المقاربة، نظرا لإحساسهم بأهمية دورهم في بناء المعارف و التخطيط .
·         تقدير الذات و إعادة الثقة في النفس .
·         تجاوز الملل الذي قد تحدثه بعض المقاربات التكوينية خاصة تلك التي تمركز التكوين على المكون .
·       تعميق العلاقات الاجتماعية فيما بين المكونين .
·         ترسيخ و تكريس سلوكا أساسية: مثل الإنصات ، احترام الرأي الآخر ، تدبير الاختلافات بكيفية مرنة ...الخ
·         القدرة على احترام وتوظيف الزمن المحدد للأنشطة و بلوغ الأهداف المسطرة في وقتها .
·         تبادل التغذية الراجعة بين المكون والمكونين و توظيفها بكيفية إيجابية من أجل تطوير العمل .
·         شعور المكونين بقيمة العمل التعاوني و الجماعي في تحقيق الأهداف ... الخ
·         اشتراك المكونين في تقويم العمل ، والتحلي بالموضوعية في ذلك ... الخ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire