قراءة في واقع العمل الجمعوي بأزيلال |
قراءة في واقع العمل الجمعوي بأزيلال
عرفت تسعينيات
القرن الماضي تطورا كميا و كيفيا في النسيج الجمعوي بإقليم أزيلال، بحيث
تأسست جمعيات أغلبها كان يشتغل في
المجالات الرياضية و الثقافية و التربوية عبر أنشطة متفرقة في الزمن، لكنها كانت
تستهدف فئات بعينها (أطفال و شباب فقط). و كان يسهل تصنيفها سواء من حيث مجالات
تدخلها (قروي /حضري)، أو من حيث مرجعياتها الإيديولوجية (يسارية تقدمية، إسلامية،
شعبية).
. إلا أنه مع
بداية القرن الحالي، بدأت تبرز جمعيات تنموية، و ما لبثت أن تضاعف عددها مع انطلاق
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، و الذي أصبح يزيد عن 1200 جمعية في
سنة 2011 حسب وكالة التنمية الاجتماعية ، منتشرة على مجموع تراب إقليم أزيلال. و
قد أنتج هذا التطور الكمي نتائج إيجابية ، دون إغفال بعض النقط السلبية أو النواقص.
الإضافات الإيجابية:
1- توسيع و تجديد النخبة الجمعوية التي غذت مختلف النخب السياسية بالإقليم ، خصوصا
النخب النسائية و الشبابية، التي تحملت مسؤوليات سياسية سواء في البنيات التنظيمية
للأحزاب أو في المجالس المنتخبة.
2-
انخراط فئات اجتماعية مختلفة من حيث السن و
الجنس و مكان الإقامة (مدينة/قرية/بادية) و المستوى الدراسي.
3-
تغطية
كل جماعات الإقليم، و جل الأحياء و الدواوير.
4- نسج علاقات جديدة بين مكونات الحركة الجمعوية و الفاعلين المؤسساتيين، و
مأسسة هذه العلاقات باتفاقيات شراكة.
5- المشاركة في إنجاز و تسيير العديد
من المشاريع الحيوية بالنسبة للساكنة (خصوصا الماء الشروب و المسالك الطرقية).
6-
المساهمة في تقليص نسبة الأمية سيما في أوساط
النساء.
7- المساهمة في تعميم التمدرس بالعالم القروي و الحد من الهدر المدرسي عبر
مجموعة من المشاريع المرتبطة بالدعم الاجتماعي.
8-
المشاركة نسبيا في تحسين دخل بعض الفئات
الفقيرة عبر إنجاز أنشطة مدرة للدخل.
9-
المساهمة في تأطير و تنظيم السكان سواء في
جمعيات محلية أو تعاونيات إنتاجية.
10-
المساهمة في التعريف بالمنتوج الفلاحي و
الثقافي المحلي.
11-
المساهمة و المشاركة في تقوية قدرات الفاعلين
المحليين.
12-
تجديد و تحديث أدوات الاشتغال مع فئات
الأطفال و الشباب و النساء.
مكامن الخلل:
1-
الخلط المكثف بين الأدوار السياسية الحزبية،
و المسؤوليات الجمعوية.
2-
ضعف آليات الديموقراطية الداخلية وضعف تداول المسؤوليات.
3-
ارتباط بعض الجمعيات بمشروع واحد.
4-
التبعية المطلقة لبعض المؤسسات و خصوصا
المنتخبة أو الحزبية.
5-
تحمل مسؤوليات و أدوار من اختصاص مؤسسات
الدولة أو المجالس المنتخبة.
6-
عدم تملك تصورات واضحة حول أدوار الجمعيات.
7-
عدم فهم و تطبيق المقاربات الأساسية.
8-
عدم ملاءمة القوانين و الأجهزة و طرق التدبير
بمجالات الاشتغال الجديدة.
9-
ضعف كبير على مستوى أنظمة التواصل.
10-
سيادة التدبير التقني على حساب التخطيط
الاستراتيجي.
11-
ضعف مواكبة الدينامية الاجتماعية الوطنية و
الدولية.
12-
محدودية الاشتغال على قضايا ذات بعد إقليمي
أو جهوي أو وطني.
13-
تراجع الاهتمام بالجوانب الثقافية و التربوية
و الفنية.
14-
ضعف استعمال التكنولوجيات الحديثة.
سبل التطوير:
1-
تعزيز آليات الديموقراطية الداخلية عبر تحيين
القوانين و الأنظمة الداخلية.
2-
تعزيز و تقوية الاستقلالية التنظيمية للجمعيات
عن باقي المؤسسات و الأحزاب.
3- تعزيز التشبيك و التنسيق بين الجمعيات قصد الاشتغال على القضايا المحلية و
الجهوية و الوطنية عبر وضع آليات للترافع و المناصرة.
4- اعتماد التخطيط الاستراتيجي المبني على المقاربة الحقوقية و مقاربة النوع
الاجتماعي و المقاربة التشاركية بدل الجري
وراء المشاريع.
5-
التركيز على فئات الحقوق الاقتصادية و
الاجتماعية و الثقافية نظرا للهشاشة البنيوية للإقليم.
6-
تجميع و تقوية قدرات الفاعلات و الفاعلين
الجمعويين لتشكيل آليات التأطير و المرافعة.
7-
استثمار التكنولوجيات الحديثة في جميع مناحي
العمل (التخطيط، التواصل، تقوية القدرات، المرافعة...).
8-
تنظيم لقاءات و مهرجانات منتظمة للتعريف بالمنطقة.
9-
تطوير أساليب التحسيس و التعبئة.
10-
وضع آليات جديدة لاستقطاب الشباب و النساء
للاشتغال بالحقل الجمعوي.
11-
تشجيع كل الأشكال التنظيمية الاجتماعية و تقوية بنيات الديموقراطية التشاركية.
12-
الانخراط الفعلي في أوراش تنزيل الدستور، و
خصوصا في الجوانب المتعلقة بأدوار المجتمع المدني، و الحقوق الثقافية الأمازيغية،
و حقوق النساء و الأطفال و الأشخاص في وضعية إعاقة.
13-
اعتماد المبادرة و التجديد في برمجة الأنشطة و المشاريع، و تجاوز إعادة
التجارب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire